
الخميس، 27 يناير 2011
بين يدي فيلم عماد عقل .. فليقرأ المخرج ..!
لقد كنت حريصاً منذ البداية على متابعة أخبار فيلم الشهيد عماد عقل, لقد تابعت الأمر عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة في آنذاك ماقبل فترة التصوير وأثناء فترة التصوير, لأنني سأرى عملاً فنياً يتحدث عن سيرة مقاوم إضافة إلى أن هذا العمل الفني سيخرج من قلب غزة المحاصرة .
رغم الهمسات التي كانت تصل الى أذني من بعض الأصدقاء بأن أنتهي عن هذا الأمر لأن الفيلم لن يكتب له النجاح لأمور خاصة في مقدمتها وأولها الحزبية البحتة وإظهار بأن الانتفاضة الأولى انطلقت شرارتها لأجل العمال الأربعة الذي استشهدوا وليس بسبب أبطال الجهاد الاسلامي وقصة هروبهم المشهورة من سجن غزة المركزي (السرايا) ومن ثم استشهادهم هو الذي أشعل الانتفاضة وساعد في إنطلاقتها .
عموماً رغم حديث بعض الأصدقاء بهذا الأمر وغيره من الأمور, لكني لم ألتفت لهم وقررت أن أتابع الأمر لعل الأمر سيحمل جديد خاصة في ظل الدعاية الإعلامية الرهيبة التي أقيمت له في قطاع غزة وعبر فضائية الأقصى, وربما التي كانت تضاهي الفيلم المصري (الجزيرة) الذي كسر الأسواق وجمع أكبر الإيرادات.!نتيجة تلك الدعاية التي أقيمت للفيلم فأصبحت لاتسير في شارع أو مفترق أو سوق أو مستشفى إلا وتجد لوحة كبيرة بها عرض عن الفيلم, الذي من تكرار وكثرة ما رأيت صورة الفيلم نسيت شخصية البطل الحقيقي, الذي جعلني أعود مسرعاً لجهاز الكمبيوتر لأشاهد شخصية البطل الحقيقي عماد عقل الذي لم تعرض له صور في الشوارع والطرقات مثلما عرضت لصورة الفيلم, كما لم يتم التطرق لشخصية هذا القائد الفذ على وسائل الإعلام التابعة لحماس الإعلامية منها والمسموعة كما تم الحديث عن هذا الفيلم .
رغم كل تلك الضجة الإعلامية وعن الحديث عن وجود تذاكر للفيلم وأنه يحظر توزيعه وأنه لابد أن يعرض في صالة رشاد الشوا حتى على الأقل لمحاولة إعادة التكاليف المالية للفيلم, لقد وصلني الفيلم منذ فترة كما وصلي للكثير غيري ولكن وصلني الفيلم بصيغته الأصلية بحجم 1.77 غ.ب , وهذه كانت أولى الهفوات وغير تحمل المسئولية من القائمين على الفيلم, لو كان وصل بحجم بسيط سنقول أن أحداً ما قام بتصوير الفيلم عبر الجوال بالخفاء وقام بتوزيعه ولكن أن يصل كامل بهذه الصورة يضع علامات استفهام كثيرة, فالفيلم وعرضه والإيرادات لم تحقق حسبما علمت ثمن المطبوعات والإصدارات التي صاحبت الدعاية الإعلامية للفيلم .
مشهد بدون مبرر .!
لعل كل ماسبق هو مقدمة ربما تكون هامشية وليس لها أي اهتمام بالنسبة لي , ولكن كتابتي لهذه المقالة هو سبب واحد, ومشهد في الفيلم, هو عند دخول الممثلين بالفيلم وكأنهم جيش صهيوني الى أحد المساجد وقاموا بركل المصاحف في أقدامهم بطريقة (حقيرة) ومخزية ولا تهدف ولا تعبر عن أي شئ سوى عن مدى السذاجة وعدم الفهم الحقيقي لهذا المشهد.!
حتى طار خيالي مباشرة بعد مشاهدة هذا المشهد إلى امرأة مصرية ساقطة تسمي نفسها فنانة قامت بالحج سبع مرات حسبما قالت في أحد المقابلات الصحفية قبل بضعة سنوات, وعند سؤالها بأنها قامت بالحج لماذا لا تعتزل التمثيل أو بمعنى أخر لماذا لا تتوقف عن القيام بالمشاهد الساخنة في الأفلام المصرية؟
أجابت بأن تلك المشاهد الساخنة هي من أجل هدف شريف, وهو أن تصل الفكرة إلى المشاهد بشكل كامل, هذه المشاهد ليست للقيام بعملية إغراء للمشاهد بل هي من أجل هدف نبيل .!
كما علق أحد الساقطين المصريين أيضاً والمسمى مخرج مبرراً المشاهد الساخنة والمشاهد المثيرة حيث أشار في معرض رده على تلك المشاهد الساقطة أنها تخدم الحبكة الدرامية.!
إذن هي الحبكة الدرامية التي يجب بها أن تجذب انتباه المشاهد, ولكن السؤال الذي يراودني وربما يراود الكثير من الذين شاهدوا الفيلم , مالفرق بين من يفكر بأن يقوم بمشهد ركل القرآن الكريم وبين من يفكر بمشهد فيه لقطات ساخنة طالما أن الاثنين يريدا أن يصل الهدف المنشود للمشاهد بطريقة نبيلة وشريفة؟
بل ما هو الذي أشد عند الله عزوجل مشهد ساقط أم ركل كتابه بالأقدام حتى تكتمل الحبكة الدرامية؟!
كان يمكن للمخرج وغيره من مؤلفي الفيلم أن يقوموا بمشهد بديل يعبر عن الفكرة ذاتها ويصل الهدف منه للمشاهد دون إهانة كتاب الله عزوجل, فأعمال اليهود يعرفها القاصي والداني وليس مهماً إدخال هكذا مشهد في فيلم عربي يتحدث عن مقاوم فلسطيني, إضافة إلى ذلك بأن اليهود أنفسهم لم يجرؤا على تصوير حماقاتهم التي يرتكبوها ضد القرآن بهذا الشكل, ولكننا نقرأها قراءة بدون صورة للإهانة من قِبلهم, فلماذا نحن نقم بذلك حتى ولو على سبيل التمثيل, وهل هناك تمثيل على الله عزوجل؟!
لعله في أكثر استطلاعات الرأي والمتابعة للسينماالعربية كانت ومازالت تتحدث أنه في الأفلام التي يوجد بها مشاهد ساخنة لا تحقق أي نتائج تذكر ولم تحقق أي إيرادات وتفشل فشل ذريع ولا يكون عليها إقبال من قبل الجمهور الذي يتواجد في أفلام الكوميديا أكثر من الأفلام التي تحتوي على المشاهد الساخنة .
فهل عرف المخرج ماجد جندية مخرج فيلم عماد عقل بأنه أرتكب جريمة بحق نفسه وبحق الشهيد عماد عقل وبحق المشاهد عندما قام بوضع هذا المشهد (المخزي) داخل الفيلم, الفيلم الذي لم يحقق أدنى الطموحات والتطلعات بوجود فيلم حقيقي يتحدث عن واقع مقاوم فلسطيني عاش في أرض غزة , فمع التقدير للفنانين ولأسرة الفيلم ولكنه فشل بقوة وكان يجب القيام بشئ مفيد أو عدم القيام بشئ من الأصل ..!
ويبدو أن مخرج الفيلم قد إستلم فتوى جاهزة بأنه يجوز القيام بهكذا مشهد طالما أنه يهدف الى هدف نبيل وذو فكرة جيدة.!
ربما أجد مهاجمة كبيرة من البعض بداعي أنني أبخس في عملهم وأثبط الهمم العالية التي أرادت الخروج بعمل فني وسط الحصار الخانق والمدقع في قطاع غزة … وما إلى ذلك من حديث, ولكني جاهز لهذا الهجوم من أجل الدفاع عن كتاب الله الذي يهان بطريقة لا يقبلها عقل مسلم موحد بالله ..!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق