الخميس، 27 يناير 2011

مسرحية التسريب



باسلوب مسرحي ركيك لم تستوف عناصره أي عنصر من عناصر المسرح لتجذب المشاهد إليها حاولت قناة الجزيرة التحليق عاليا في سماء الإعلام و هي تعلم جيدا أنها تحلق أو تحاول أن تحلق فوق دماء الشهداء و عذابات الأسرى القابعين في معتقلات الإحتلال . لم تحترم خصوصية الوضع الفلسطيني و المعاناة التي يعيشها المواطن الفلسطيني و هي تحاول عرض هذه المسرحية الهزيلة . ما قامت به الجزيرة كان محاولة لزرع بذور الفتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني و التشكيك في قيادته بصورة متعمدة معتمدة على الهالة الإعلامية التي تحيط نفسها بها , مدركةً أن العالم العربي عالم يطرب لما يسمع و يرى و لا توجد لديه اهتمامات بالقراءة , متناسية أن أبناء فلسطين و بسبب خصوصية وضعهم لا يركنون إلى المسموع كثيرا و إنما هم قراء بالسليقة و هذا ما لم تقدره الجزيرة فيهم , فبعد الإطلاع على بعض الوثائق التي تقوم بعرضها اتضح أن الجزيرة تسير بالمشاهد كقارئ الآية الكريمة ( و لا تقربوا الصلاة و أنتم سكارى ) لكن الجزيرة جزأتها , أخذت منها فقط و لا تقربوا الصلاة فكانت هناك انتقائية واضحة في اختيار ما ستُريه و تُسمعه للمشاهدين و بهذا ابتعدت كثيرا عن أخلاقيات الصحافة و المهنية الصحفية فخرج نصها فاشل بكل المعاير و سأطرح هنا مثالا واضحا وضوح الشمس لمن يملك الحس و يبحث عن الحقيقة .
الجزيرة اتهمت اللواء نصر يوسف بمحاولة اغتيال الشهيد حسن المدهون و استندت إلى محضر جلسة اللواء مع وزير الحرب الإسرائيلي شاءول موفاز مع إن نفس المحضر هو شهادة دامغة على وطنية اللواء نصر و عمق احترامه لأبناء شعبه و رفضه الانصياع لأي أوامر احتلالية
ففي هذا المحضر الذي ذكر فيه اسم الشهيد حسن المدهون , شاءول يطلب من اللواء قتل المدهون و اللواء يقول أعطيت التعليمات لرشيد و القارئ الجيد يدرك جيدا أن هذه الجزئية و التي تمسكت بها الجزيرة هي دخيلة على الحوار الذي دار بينهما و ذلك لأنه في نفس المحضر يطالب موفاز بإلقاء القبض على بعض المطلوبين في طولكرم مع ذكر أسمائهم للواء نصر الذي بدوره يرفض بشدة و يقول لن أقوم بإلقاء القبض على أحد و كل ما سأقوم به هو جمع سلاحهم . من هنا يتضح لنا أن من يرفض اعتقال أحد مستحيل أن يفكر في اغتيال آخر . هذه هي الحقيقة و هذا ما لم تذكره قناة الجزيرة عبر تسريباتها المزعومة . كنت من قبل أنتقد المفاوض الفلسطيني و آلية التفاوض و لكن بعد الاطلاع على بعضها و لم يسعفني الوقت و لا الكهرباء لاستكمالها أرى لزاما علي أن أقف و أحيي طاقم المفاوضات الفلسطيني , فبعد ما قرأت أدركت أنهم كانوا يخوضون حربا لا تقل شراسة عن المعارك الحربية التي نراها . فقد وقفوا موقف الند لا موقف الضعيف أو المستجدي متمسكين بالثوابت الفلسطينية و مصممين على نزع الاعتراف بالدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس فكل التحية لهذه الطاقم
و أقول للجزيرة و من خلفها إنكم لن تفلحوا أبدا فقد وصلكم الرد الشعبي الفلسطيني عبر المسيرات التي انطلقت دعما للرئيس و لطاقمه و إني لأراه قد منح الثقة من شعبه ليعود صقرا محلقا يحمل معه دماء الشهداء و عذابات الأسرى في سماء فجر جديد , فجر يحمل معه نسيم الحرية


ملاحظة :
مع كتابة هذه السطور كانت الجزيرة قد قامت ليلة أمس بسحب الوثائق من موقعها المزعوم كاشف الجزيرة و إلا كنت أتيتكم بالنص الحرفي الذي كنت قرأته لمحضر جلسة اللواء نصر يوسف مع موفاز .

أرسلها منذر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق