
الخميس، 27 يناير 2011
لماذا الآن ... ؟ و لمصلحة من .. ؟
خرجت علينا قناة الجزيرة القطرية ببرنامج أطلقت عليه اسم كشف المستور . القناة تدعي حصولها على محاضر جلسات للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية , بل و محاضر جلسات سرية و تسجيلات لحوارات جرت عن طريق الإنترنت و كأنها تشبه بنفسها بموقع ويكيليكس . قبل أن أسأل لماذا الآن ؟ لماذا خرجت هذه الوثائق الآن و في هذا التوقيت بالذات أحب أن أسأل عن مصدر هذه الوثائق و كيف حصلت الجزيرة عليها ؟ المتابع للسياسة الصهيونية في هذا الوقت يدرك حجم الصفعات التي تلقتها سياسيا بعد اعتراف العديد من الدول و الموافقة الأوروبية المبدئية بالدولة الفلسطينية مع الخطى التي تقوم بها السلطة لتثبيت هذا الواقع عبر محاولة استصدار قرار من مجلس الأمن يعترف بهذه الدولة , يدرك جيدا إن الحكومة الإسرائيلية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه النجاحات الفلسطينية و في نفس الوقت لا تستطيع أن تقدم بديلا سياسيا للعالم ينهي عزلتها السياسية و عليها البحث عن وسائل أخرى للخروج من هذا المأزق . لم يعد أمام هذه الحكومة من وسيلة للخروج من مأزقها إلا بطعن المفاوض الفلسطيني طعنة تشغله بها ليضمد جراحه لتبدأ هي تحركها و أقوى ضربة لأي مفاوض هي التشكيك به و محاولة حرقه أمام جمهوره , لا يهم الوسيلة المهم الغاية . هذا الوضع يجيب على تساؤلنا السابق لماذا الآن .. ؟ نتنياهو كان قد ألمح قبل أيام بأن إسرائيل تقف على باب عملية سياسية مفاجئة و عاد بعده وزير خارجيته ليؤكد وجوب الهجوم على السلطة سياسيا , فهل تكون هذه الوثائق هي العملية التي ألمح لها نتنياهو ؟ و هل هذا هو الهجوم الذي ذكره وزير خارجيته ؟ أجزم إنها كذلك و هذا يجيب عن التساؤل الآخر و هو مصدر هذه الوثائق . فالجزيرة لا تمتلك من الهاكرز ما يؤهلها للوصول إلى هذه الوثائق إلا إذا كانت مدفوعة لها دفعا , فحجم هذه الوثائق التي تدعي الجزيرة سريتها و بهذه الصورة لا يوجد إلا في إسرائيل و لن أقول تم تسريبها إلى الجزيرة فهي بنظري غير مسربة , بل مرسلة كسلاح يُطعن به المفاوض الفلسطيني . تابعت الحلقة اليوم رغم تشويش طائرات الاستطلاع الإسرائيلية على البث و قد رأيت بما ذكر منها الكثير من التناقض و كذلك تناقض ضيوف البث مع الحقائق و أنا هنا لست بوارد تفنيد هذه الوثائق التي بت متأكدا أنها مزورة تزويرا كاملا , فليس صعبا على جهاز الموساد الإسرائيلي تزويرها و جميع تواقيع المفاوضين الفلسطينيين موجودة في أرشيفه و كذلك الأختام . كل ما طرح يجيب على التساؤلات لماذا الآن .. ؟ و لمصلحة من .. ؟ و لكن يبقى السؤال ما الذي تريده قناة الجزيرة منا ؟ و هذه تساؤلات طرحها الصحفي اللامع ناصر اللحام و حاول إعطاء بعض الإجابة و التي قد تكون أسئلة موجهة للجزيرة نفسها عندما قال :
اللهيعطي الجزيرة العافية فها هم بحجة الشفافية والرأي الآخر يذبحوننا كل يوممن الوريد إلى الوريد ويكاد كل مشاهد عربي يشاهد الجزيرة يعتقد إن غالبيةالفلسطينيين هم عبيد وخدم عند الاحتلال وليس فيهم من ثائر . وكأنالفلسطينيين لم يرفضوا التنازل ولم يرفضوا العودة للمفاوضات ولم يقاومواولم يصمدوا 60 عاما ولم يقدّموا خيرة أبطالهم للشهادة أو السجن !!
ثم ختم تعقيبه : ويوم الثلاثاء نتابع برنامج الاتجاه المعاكس ليقوم الأستاذفيصل القاسم بتأكيد التنسيق الأمني وان كل قيادتنا فاشلة وعلى فلسطينالسلام . نحن سكان الأرض المحتلة نسأل الجزيرة : ماذا تريدون منا ؟ هلتريدوننا أن ننتحر ؟ أم نحرق أنفسنا في الشوارع ليأخذ الحاخامات فلسطينلقمة سائغة ؟ أم ما رأيكم أن نعطيكم فلسطين وانتم تقومون بتحريرها ونحننأتي عدة سنوات نقاهة في قطر إلى حين تنجزون المهمة ؟ حسنا فشلنا فيالمفاوضات وفشلنا حتى الآن في هزيمة أمريكا في كل معاركنا ونحن نقول ذلك كليوم - ارحمونا يا أبناء جلدتنا ويا إخوتنا في الدم والدين أو اذبحونالنرتاح من اتهاماتكم .
لن أطيل التعقيب و لكني سأقول : أجل يا قناة الجزيرة , فقد نجحت اليوم في كشف المستور و لكن أي مستور , إنه مستور وقوفك صفا إلى جانب الاحتلال و في صف نتنياهو فجعلت من نفسك الأداة التي يَطعن بها فهنيئا له بك و هنيئا لك به . فاليوم أدرك الجميع حقيقتك و انقلب السحر على الساحر , فلا أبواقك مع أبواق أسيادك قد تجعلنا ننحني أو نلين .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق