الأحد، 1 مايو 2011

حين يتكلم الموت



قال رفيقي الأول : آه لو كنتُ أمتلك طائرة أباتشي ..
رد الثاني بابتسامة صفراء : اِحلم ...ثم احلم ثم احلم وسجل حلمك على أرصفة المدينة ..إنها تستوعب الدماء والأشلاء والركام وحتى أحلامك أيضا !
عادت الأباتشي تخمد أصواتنا ...تعانق أنفاسنا المتصاعدة ...كان علينا أن نفكر فيما بعد ..ماذا سنفعل ؟ لم يكن التفكير بالموت يجول بخاطرنا ...رغم أنه يقبع معنا ...فقد كان تفكيرنا في فسحة طريق نمضي خلالها...شعرنا دون أن يكلم بعضنا بعضا بأن الصورايخ الأخيرة تنذرنا بضيق الحلقة واتساع فوهة البركان ..
في لحظة هدوء سبقت العاصفة ...جاء صوت ثالثنا عميقا بعمق القبو الذي يحتوينا : ما العمل يا شباب علينا أن نفكر في الخروج ..ونقارعهم وجها لوجه .
نطق صديقي أبو الهول وكنا نسميه كذلك لقلة كلامه: وجها لوجه ! وهل لهؤلاء وجه نراه ..هم إما خلف دبابة أو خلف أباتشي ...
رفع قائد سريتنا رأسه وقال : سنتركهم يقصفون ولن نرد حتى يظنوا أن خطتهم نجحت بقتلنا ..فيقتحمون المكان كعادتهم بحثا عن أسير أو جريح ليعالجوه على طريقتهم..عندها سنعالجهم نحن على طريقتنا كأشباح الموت ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق