الخميس، 27 يناير 2011

الجزيرة وتوصيات ليبرمان



لقد تأكد لمن كانت لديه شكوك بدور قناة الجزيرة ودورها الذي تؤديه خدمة للأسياد بأنها صرح من صروح التطبيع مع الكيان الصهيوني وهذا ليس بالجديد لكنها مع الهجمة المفبركة لمحاضر اجتماعات المفاوضات والتي تقدمها محرفة ومنتقاة بجمل مبتورة ومزورة هدفها نزع الاعتراف العربي والدولي بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني وذلك بإفراغ صفة القيادة الفلسطينية والبحث عن بديل والذي هو موجود وبانتظار استلام العهدة بعد أن عرفوا وتأكدوا باستحالة انقلابه في الضفة الغربية فكانت خطة ليبرمان وزير خارجية الكيان الصهيوني حيث بتاريخ 27/12/2010 جمع جميع السفراء المعتمدين لدى دولة الاحتلال ((.. قائلا: بان سلطة محمود عباس تعمل على نزع الشرعية الدولية عن "اسرائيل "..مهددا: وان لدينا عصا غليظة )) انتهى
والآن قد يتساءل البعض أن للعصا الغليظة بالنسبة لهم هي سياسات الهجوم والقصف والتدمير بمعنى سلاح الجو المتفوق والذي يغتال في اى وقت وفى اى مكان..وقد يفسره البعض بقدرتهم على الطرد الجماعي للفلسطينيين وارتكاب مجازر بحقهم بصفتهم فوق القانون الدولي ومدعومين أمريكيا والى ما هناك من تفسيرات وهذا صحيح لكن في حالة هذا العنصري ليبرمان فانه يستند إلى أرشيف وزارة الخارجية العائد إلى تاريخ 13/4 /2008 عندما اجتمعت تسيفى ليفنى وزيرة الخارجية السابقة للكيان بوضاح خنفر مسئول الجزيرة ومديرها العام وحكام شبه الجزيرة القطرية حيث وبتاريخ 15/4/2008 كان الاجتماع مباشرة مع أسرة تحرير الجزيرة وتم الاتفاق على التنسيق الإعلامي بينهما.. وعليه فان تهديدات ليبرمان بالعصا الغليظة جاءت للرد على:
- الاعترافات العالمية المتوالية بدولة فلسطين على حدود العام 67 بما فيها القدس الشرقية عاصمة لها ..وهذا لا يروق للصهاينة كما فضحتهم أقوالهم العلنية وتحذيراتهم لتلك الدول.
- الإصرار الحاسم للقيادة الفلسطينية على تقديم مشروع لمجلس الأمن لوقف وإدانة الاستيطان وبالتالي سيعمل على إحراج أمريكا مباشرة وهو بمثابة الخروج عن توصياتهم بعدم تقديمه سواء كانت مطالب أمريكية أو صهيونية.
- رفض الرئيس أبو مازن المضي بالمفاوضات العبثية في ظل الاستيطان المتنامي وعدم وضع جدول وسقف زمني لها.
وما شجعه في مخططاته هو رفع وتوقف الإدارة الأمريكية ونفض يدها من الضغط على الكيان بشأن الاستيطان أو بتقدم ملموس على صعيد استعادة الحقوق الفلسطينية وبلع وعود اوباما بالاستحقاق الفلسطيني لدولة على نهاية عام 2011.
وهذا تماما يتوافق مع مصالح بعض الأطراف المحلية فلسطينيا وعربيا والإقليمية والتي تلقت ضربة كبرى وقاصمة وما لها من التداعيات الكبرى اللاحقة فكان لابد من إيقافهم والتشويش عليهم للمقايضة والابتزاز حيث أنها كانت صعقة مرعبة ومخيفة والمتمثلة بتورط قوى إسلامية محلية فلسطينية في جريمة الإسكندرية ووجودها في القطاع.. وهنا كان لابد من خلق وإزكاء الفتن في مصر الشقيقة كما نرى اليوم وإشغال القيادة الفلسطينية في الدفاع عن وطنيتها وشرفها وإظهار الحقائق للشعب العربي والاسلامى لان شعبها الفلسطيني واعيا لمثل تلك الأمور فقد خرج الشعب أمس واليوم في جميع مدن الضفة منددا بالجزيرة ومن خلفها ومؤيدا لقيادته الشفافة والثابتة على النهج القويم وفق السقف العربي والفلسطيني القائم بلا نقصان قيد أنمله..
ومن الجدير ذكره في سياق الفبركة المنشورة على جزيرة العديد - وهى بالمناسبة اكبر قاعدة جوية أمريكية تتواجد في شبه جزيرة قطر وتغذى الكيان بالذخائر الفسفورية والتي تمت تجربتها في الحرب المجرمة التي شنت على غزة قبل عامين- أنها فبركت المحاضر المزورة بقولها على سبيل المثال: أن نسبة تبادل الأرض مقابل المستوطنات هي ب: 1: 50 وهذا يعنى جغرافيا حسب فبركتها وتزويرها بقاء ما مساحته 300 كيلو متر مربع فقط من أراضى الضفة اى اقل من 40% من الذي طرحه مشروع شارون وباراك كرؤية الصهاينة لدولة فلسطينية مقطعة الأوصال.. وبالتالي هنا اترك للقارئ ومنطقيته بالمقارنة علما بان المفاوض الفلسطيني باعترافات أولمرت رئيس الوزراء السابق لدولة الاحتلال مع أبو علاء قريع كانت النسبة المتفق عليها ها 1:1 وعلى نسبة لا تتجاوز 1.5 % فقط لا غير ..هذا مثال بسيط لمدى استغفال الشعب العربي والإسلامي لجزيرة السليلة - وهى اكبر قواعد أمريكا البرية في الخليج العربي لمن لا يعلم أيضا... فهل من المعقول أن نغض النظر على محصلة وخلاصة ورؤى القيادة الحكيمة الفلسطينية لجلسات المفاوضات لسنوات طويلة والالتفات إلى أوراق محاضر ملفقة ومجتزأة وغير رسمية؟.
فلم يعد خافيا على أحد بأن أول أهداف خلط الأوراق في المنطقة من لحظة تفجيرات كنيسة الإسكندرية والتي حذرنا فيها من مخطط شيطاني يصيب مصر العروبة ويدخلها في فوضى ستؤثر ومباشرة على القضية الفلسطينية سلبا لأنها حامى وراعى للشرعية الفلسطينية والمصالح الوطنية فلابد من إضعاف هذا الدور والتأثير عليه بمعنى ابتزاز الدور المشرف لمصر العروبة لصالح القضية الفلسطينية وشرعيتها .. وهاكم ما نراه ونشاهده وبنفس التوقيت تماما ما تحدثه الجماعات المتأسلمة في الشارع المصري لإشغال قيادة البلدين مصر وفلسطين وإغراقهما في فوضى تختلف باختلاف أهداف تلك المخططات الشيطانية.. لكن الفشل سيكون حليفها بإذن الله.
فعلا وحقا إن العصا الغليظة للعنصري ليبرمان كانت هي نفسها الجزيرة بوق إعلامهم الأقوى في المنطقة العربية والإسلامية بلا شك فى ذلك.. لكننا شعب فلسطيني حذر وقد علمتنا التجارب الماضية أن نشد بالنواجذ على حقوقنا والتمسك أكثر بممثل شعبنا الوحيد ( م. ت. ف ) والتي دأبت أقلية قليلة من التنصل منها وعدم الاعتراف بها وان كانت اكبر آلة إعلامية تدعمها فالحق واضح كما الباطل واضح.. وستبقى مجرد مزامير ينفخ فيها أعداء الشعب الفلسطيني ومن تحالف أو تساوق معهم.. والقادم من المفاجآت سيكون بمثابة الصعقة لكل شياطينهم وسيخيبون في زرع التشكيك بشرعية القيادة التي جاءت وفقا للانتخابات وبقوافل لا تتوقف من الشهداء والمناضلين والدماء والأسرى.. فالعهد هو العهد والقسم هو القسم وما بدلوا تبديلا. إلى اللقاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق