السبت، 30 أبريل 2011

قناة الجزيرة بحر الاستقالات يزيح الاقنعة




نجحت قناة "الجزيرة" القطرية منذ بداية انطلاقها في شغل موقعاً مهماً ومؤثراًَ علي الخريطة الإعلامية في العالم العربي بسبب تغطيتها الجريئة للأحداث السياسية, إلا أنها تعرضت مؤخراً للهجوم عليها من جانب كبير من المتابعين لها, كما تقدم عدد كبير من مذيعيها باستقالاتهم رداً علي موقفها المتناقض من تغطية الثورات العربية.

وفي ظل حركة الاستقالات التي شهدتها القناة مؤخراً, جاءت استقالة الإعلامي الكبير "غسان بن جدو" مدير مكتب القناة في لبنان,  لتلقي الضوء عما يدور خلف الكواليس والأبواب المغلقة, حيث اتهمها "بن جدو" بانتهاج سياسات تحريضية في أحداث "ليبيا" وأحداث "سوريا واليمن" في الوقت الذي تجاهلت فيه مظاهرات البحرين, مما يثير العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول مدي المهنية والموضوعية التي تتبناها القناة, إلي جانب استغلالها لقضايا مراسليها في شئون بعيدة عن المهنة.

البداية ترجع وقائعها إلي عام 2007 عندما تقدم الإعلامي المصري "حافظ الميرازي" مدير مكتب الجزيرة بالولايات المتحدة باستقالته, احتجاجاً علي موقف القناة وكأنها أصبحت متحدثاً رسمياً لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس", إلي جانب عدم تناولها للقضية الفلسطينية بموضوعية, وهو أمر يتناقض تماماً مع الرسالة الإعلامية,مما دفعه للاستقالة, وبعد فترة قصيرة, انضم إلي فريق قناة "العربية" السعودية وبعد مشوار حافل مع القناة, تمت إقالته بسبب توجيهه نقداً لاذعاً للإعلام السعودي لعدم تناوله للوضع في السعودية كما يتناوله في الدول الأخرى, مما أدي إلي تزايد الخلافات بينه وبين القناة, صدر علي إثرها قرار بإعفائه من العمل بالقناة, ومؤخراً ترددت الأنباء بصورة كبيرة عن تقديمه لبرنامج " مصر النهاردة ", بالتعاون مع الإعلامي الكبير " حمدي قنديل ".

وفي منتصف العام الماضي أيضاً, تقدمت مذيعات باستقالتهن, وأرجعت التقارير الصحفية هذه الاستقالات إلي أنها احتجاجاً علي تعليمات مشددة من إدارة القناة علي توجيه انتقادات لاذعة لهن بسبب الاحتشام والمظهر العام, وهو ما تسبب في مضايقات دفعتهن للتقدم بالاستقالة, وشغل هذا الموضوع وقتها جمهور كبير من المتابعين للقناة.

وهناك أيضاً استقالة الإعلامي "يسري فوده" الذي قدم رحلة إعلامية ناجحة عبر برنامج "سري للغاية" كان أبرز حلقاته عن الأسري المصريين في السجون الإسرائيلية وقتلهم, ثم حلقاته عن تنظيم القاعدة وخاصة لقاؤه مع القيادي "رمزي بن الشيبة" الذي قبض عليه بعدها وتم ترحيله إلي معتقل جوانتامو, وأثيرت وقتها شكوك حول صلة فوده بتسليم بن الشيبة للمخابرات الأمريكية, إلي أن تبين عدم صلته بالأمر.

وهناك استقالة عدد من مراسلي القناة داخل مصر منهم الإعلامية "لينا الغضبان" التي قدمت استقالتها اعتراضاً علي تراجع التيار الليبرالي الذي كان يتناول الأحداث بصورة موضوعية و مصداقية كبيرة , إلي جانب مدير مكتب القناة "حسين عبد الغني" الذي استقال بسبب خلافات حول تعاطي القناة مع الشأن المصري.

وتضم القائمة أيضاً الإعلامي "يوسف الشريف" مدير مكتب أنقرة, والذي قدم استقالته في هدوء, ولم يتم الإفصاح عن أسباب الاستقالة, ألي جانب "سمير خضر" مدير التحرير بالقناة, والذي تمت إقالته لأسباب غير معلنه بالرغم مما فسره المتابعين بأنه إبعاد أمني لا دخل للقناه فيه, بالإضافة إلي استقالة مدير مكتب الجزيرة بسوريا "فؤاد شربجي" لأسباب غير معلنة أيضاً, وتقدمت المذيعة المصرية "سوزان حرفي" باستقالتها اعتراضاً علي غياب المعايير المهنية في إدارة العمل وتلوين الأخبار بما يخدم سياسة القناة بغض النظر عن موضوعيتها.

وتضم القائمة عدد كبير من المذيعين والمذيعات ذوو الثقل  والمكانة الإعلامية الناصعة, مما يثير الأسئلة حول وهم الإعلام العربي الذي يدعي أنه حامي الحرية والديمقراطية من جهة, ويثير الشكوك من جهة أخري حول أهداف أنظمة الحكم التابع لها والتي يعمل علي تنفيذ أجندتها.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق