السبت، 30 أبريل 2011

ليس هناك ما اود قولة




لا تثق بأي حياة ، مدينتك كل أسبوع تغير عباءتها ، تستطيل عنقها وتبتكر بحيرات في ثبج المفازات ،وأنت ؟ما أصغرك أمام شلالات خراساناتها
تشعر أنك تحن لروح أخرى في زمن بعيد ، روح كانت الرمال موطنها ، ربما كنت بدوي أو بيت شَعر ، لازلت غير متأكد من علاقتك بالحياة .

تريد أن تكون نفسك . تختنق بداخلك حاجة ملحة للحزن والفرح لكنك لا تستطيع
فمفاتيح أبوابك تقلصت من زمهرير الآخر، تفكر بالهرب لمكان لا تسمع فيه شيء عنك ، لتبدأ من جديد وتنهي نفسك عند أول فقد .

تعدو وتعدو ، تقطع الروابي وتقطف اللون الأخضر ، تزرعه سلة عزلتك المنشودة ، وفي اليوم التالي تقرأ في الصحف : سارق يطوف العالم ويسرق الدروب المورقة من الفيافي فأصبحت جميعها مدن.
والآن ، ماذا ستفعل وأنت مطارد وحيد غريب ؟ تهم بالصراخ: لست أنا لست أنا ، لكنك موقن أن توقفك ثانية واحدة كفيل بتهيئة فرصة ليدهسك الآخر ويسبقك ثم يسرق طريق عزلتك .
،
فجأة تبكي وقبل أن تجفف دموعك تضحك بهستيرية ، وفي قرارة ذاتك تشعر أنك صادق في الحالتين ولكنك لا تتجرأ أن تدعي ذلك أمام نفسك لأنك مازلت غير واثقا من إنسانيتك .
تشعر أن الكون قد اُختزل في شيفرة مزروعة في دماغك وحدك ،وأنك تعرف كل إنسان على الكوكب ، تحرقك الضحكات والتأوهات التي يزفرها العالم و كل هذا يدفعك للجنون ،ثم يتسرب الشك إليك بأن الكل يعرف الكل فتجرح فقاعة عزلتك ، وتتعرى مكرها.
تكتشف أن قلبك خزانة تأوي منديلين ، قماطك وكفنك ، فتتمنى لو أنك لم تكتشف ولم تعرف ولم تتعلم ولم تحب ولم تكره ولم تأتي للحياة . لكن أمانيك ترتد في جوفك كيم غاضب ، تشربه أملا في النجاة فتوغل في العطش .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق