الأربعاء، 16 مارس 2011

شكرا شباب فلسطين كسرتم القمع





كتب حسن عصفور/ شكرا لكل شاب فلسطيني قرر أن يعيد للعلم الفلسطيني رونقه وحضوره ، شكرا لمن فرض على مختلف القوى والفصائل والهيئات أن تعود للعلم الوطني ، بعد أن نجحت قوى ظلامية بفرض رايتها الإنقسامية منذ عشرات السنيين ، فجارتها باقي الفصائل وخاصة حركة فتح ، ثم فصائل اليسار الفلسطيني ، في استبدال الراية الوطنية براية الفصائل أو بالأحرى براية ‘الزنقات الحزبية’ ( باعتبار أن زنقة العقيد الأشهر اليوم) ، نحج شباب الوطن الفلسطيني فيما فشل به الآخرون ، وأعادوا روح الحياة الشعبية للمشهد الفلسطيني ، وتمكنوا من إجبار كل وسائل الاعلام ، التي تجاهلت قطاع غزة وجرائم تجري دون رقيب، أن يأتي أولا للجندي المجهول حيث الاتفاق بالحضور الشعبي في قطاع غزة ،قبل أن يكشتف ‘روح الوطن’ أن ‘حماس’ تريد أن تسرق راية الوطن وتحرك التغيير برايتها الانقسامية ،رغم الاتفاق ( ومتى كان لهم عهد يتم الالتزام به )،فكانت الكتبية ساحة اللقاء ، لتآخي المنارة في رام الله ..
كان يوم 15 آذار – مارس ، يوما لنصر حالة إنتفاض شبابية سحبت خلفها قوى الشعب الفلسطيني ، وكأنها تتذكر أيام احتفالات القطاع بأيام النصر على العدوان الثلاثي ، كان أهل القطاع ومنذ العام 1957 يحتفلون بهزيمة العدوان الثلاثي على مصر ناصر وقطاعنا الأبي في شهر مارس (آذار) ، تبدأ في السابع وتمتد الى الخامس عشر منه ، وكأن ‘خيار الصدفة’ الزمني جاء ليلتحم بخيار النصر التاريخي في زمن لم تكن الفتنة السياسية – الطائفية تعشعش كما هي اليوم في سماء بلادنا ..
والى ساحة الكتيبة ذهب الشباب للحفاظ على راية الحراك ، لمنع تلويث علم الوطن براية فصيل ، بات ظهورها في أي حراك رمزا للفتنة والانقسام ، فرحلوا بحراكهم الى الساحة التي شهدت أكبر تجمع وطني وشعبي فلسطيني في ذكرى رحيل الخالد ياسر عرفات ، يوم أن خرج أهل القطاع دون أهل ‘حماس’ ، الى ميدان الكتيبة ما يقارب المليون إنسان غزي حضر لإحياء ذكرى ابو الوطنية المعاصرة ، حضور أذهل العالم بعد أن إعتقد الكثيرون أن إرهاب حماس بعد الانقلاب سيكسر شوكة أهل القطاع ، فكان الرد التاريخي على ‘خطف القطاع’ ، ولم تجد حماس بدا من الرصاص لتمنع حشدا فاق كل التقديرات ، فقتلت عشرات وأصابت مئات بجراح ، وقررت أن لا يكون هناك مسيرة بعد اليوم .. بل ولن يكون انتخابات تشريعية من جديد .. حشد بعد اشهر لا أكثر من قمع وقتل وتشريد وارهاب لغالبية شباب القطاع وأهله ويخرج حشدا مليونيا ، أذهل وارعب خاطفي القطاع .. والمصادفة التي يجب الا تنسى أن تعبير ‘ المظاهرة المليونية’ الذي بات شائعا اليوم يعود لإختراع غزاوي خاص ضد بطش حماس في العام 2007..
حراك الأمس الشبابي حقق أكثر من نجاح ، أعاد صورة الفلسطيني البهية، ورفرف العلم الوطني فوق ساحات الحراك وسماء الوطن دون رايات الانقسام والتشويه الفصائلية ، نحج بتحريك مياه راكدة أصابها عفن وإمتلأت بالطحالب ، فكان الحراك غير المتوقع ، ولذا عاد الاعلام يتحدث عن فلسطين ، بل أجبر البعض المصاب بحول التغطية على ذكر بعض الحقائق ، من قمع حماس للحراك في غزة ، ولم يكتف بقمع أمن الضفة في الخليل ، رغم أنهم خرجوا ليس لانهاء الانقسام بل لتبيض السجون قبل الانقسام ، فالانقسام عندهم ثانوي ..
وبعد ، قامت ‘حماس’ بما هو سلوكها المعتاد ضد كل حراك ، فقمعت من كان بساحة الكتبية ، ليس بقوات الأمن الرسمي فحسب ، بل بما هو مدني ايضا ، وقالت كلاما هو كلام مستنسخ من أقوال أمن مبارك وقبله زين العابدين وكل من يقهر الحراك الشعبي ، ذات المضمون بعبارات مستحدثة .. أجندات خارجية بديلها عند حماس أجندات ‘ضفاوية’ .. ولكن إخترعت حماس جديدها القمعي للتمايز ، بأن الحراك تجاوز الزمن المسموح .. أليس الحراك وفقا للريموت كنترول في أذهان كل من يرتعب من حراك الناس.. وبعد يقول شيخهم تعالوا فورا للقاء ..
ملاحظة: ابو العبد هنية يطالب بلقاء فوري لانهاء الانقسام .. ألم يكن مشعل قادرا على ذلك في دمشق مثلا .. كلام أراد إنهاء الحراك .. خابت الظنون ..
تنويه خاص : ‘جزيرة’ الأمس أجبرت على تغطية بعض الحراك في فلسطين ، ولكن المدهش جدا أنها تحدثت لاول مرة على مسيرة معارضة للأسد .. بعض الخبثاء قالوا هي رسالة لبشار جراء موقفه مع ‘العقيد’ عدو قطر اللدود ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق